مـــــــــــن قدوتــــــــــــك ؟!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مـــــــــــن قدوتــــــــــــك ؟!

لو أردنا أن نعمل استبيان ، أو استطلاع للرأي العام ووجهنا هذا السؤال إلى فئات شتى من المجتمع ، كيف ستكون الإجابة ؟! .

الســـــــــــــــــؤال يقول :

مـــــن قدوتك ؟ أي من هو الشخص الذي تعتبره مثلك الأعلى ... تحبه ... تحاكيه ...تتقمص شخصيته ... تعجب به ؟! .

طبعاً ستختلف الإجابات من فردٍ لآخر وفق ظروف البيئة التي تحتويه ، ووفق مستواه الفكري ، ونضجه العقلي ، ووفق مبادئه وقيمه في هذه الحياة ...

ولو قلبت الأوراق ورقة تلو أخرى سترى جملة من القدوات أخذت مكانها بين الصفوف ...

من الناس من لو سألته من قدوتك ؟!

سيجيب بلا تردد ، وبكل فخر واعتزاز وكأنه حاز الدنيا وما ملكت ...

قدوتي ذاك الذي يملأ صفحة الشاشة التلفزيونية ويقف على عتبة المسرح ، وفي نفس الوقت هو بطل ذاك المسلسل ....

إنـــــــــــــــه : ( الممثل الفلاني ، أو الممثلة الفلانية ) .

لكن هل يعلم من اتخذ الممثلين قدوة له أن الممثل يكذب في اليوم الواحد آلاف الكذبات وفق ما يمليه عليه النص ، ويتلون بشخصيات متلونة كتلون الحرباء ..

وهل يعلم أن حياة الممثلين هي أتعس حياة ، وأن الأموال التي اكتسبوها حرااااااام في حرااااام ، وأن سيرتهم ملطخة بأقبح الصفات .

إذن هل يصلح الممثل أن يكون قدوة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن الناس من لو سألته :

من قدوتـــــــــــــــك !!

سيردد بفرحة غامرة ، قدوتي ذاك الذي يقف أمام الجمهور ، ويحمل في يده العود ، وخلفه فرقه موسيقيه يطرب القلوب بصوته الرقراق ....

إنـــــــــــــــــــه :
( المغني الفلاني أو المغنية الفلانية ) ..

لكن هلاَّ سألت نفسك :

ما الذي قدمه لي ذلك المغني أو المغنية ؟!

هل حثني على خير !!

هل دعاني إلى فضيلة !!

هل قربني من الله !!

هل أسعدني بعد طول بكاء !!

هل زادت حسناتي وانحطت سيئاتي فور سماعي لصوته !!

إذن هل يصلح المغني أو المغنية أن يكونوا قدوة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن الناس من لو سألته :

مــــــــــــــــــن قدوتك ؟!!

سيهتف قــــــــــــــــــائلاً :

قدوتي ذاك الذي يجري في أرض فسيحة ، ويرمي بقدمه تلك الكرة المطاطية ، ومعه لاعبون مثله ، وحوله جمهور من المشجعين .....

إنــــــــــــــــــــــــه :
( لاعب الكرة ) .

لكن قد لايدري لعب الكرة أنك تتخذه قدوة ، ولا يدري أنك تصحو وتنام على مشاهدة مبارياته ، وتتبع أخباره ، ولا يدري أنك تتعصب لفريقه وتكره كل من يباريه أو يفوز عليه ، ولا يدري أنك أضعت الصلاة من أجل مشاهدة مبارياته ، ولا يدري أيضاً أن أعصابك لا تهدأ حتى يفوز فريقه .

إذن هل يصلح لاعب الكرة أن يكون قدوة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن الناس من لو سألته :

مـــــــــــــــــــن قدوتك ؟!!

سيجيب وهو مرفوع الرأس :

قدوتي والدي ....والدتي .... صديقي .... أخي شقيقي .... الداعية أو الشيخ أو العالِم أو.....أو.....

قد يكونون هؤلاء فعلاً قدوات ومعالم طريق يستحقون أن يُقتدى بهم ، ولا لوم على من اتخذهم قدوات ، وخصوصاً إذا كانت فيهم صفات نبيلة ومكارم أخلاق جليلة .

لكن هناك قدوة من نوع آخر ، حاز جلائل الأوصاف ، ومحامد الصفات ، وفضائل السجايا ، ومكارم الأخلاق ، ومدائح الركبان .

غطت سيرته الوضاءة ما بيت الخافقين ، وأنارت شمائله العطرة سماء الكون حتى نطق الأعداء يشدون بكريم صفاته .

لقد كمله ربه بأكمل الأوصاف ، وجمّله خالقه بأكمل الجمال حتى قيل عنه هو القمر ليلة البدر وقيل عنه الصادق الأمين ، وقال عنه مولاه : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) سورة القلم آية 4 .

كلما قرأنا سيرته انبلجت أسارير نفوسنا ، وأشرقت معالم الحياة في طريقنا ، فنطقت قلوبنا بحبه واشتاقت أرواحنا لرؤيته .

قرأنا سيرته وكأننا نراه .... نسمعه .... نتتبع أثره .... نتنفس شذى عطره .

إنـــــــــــــــــــــــــه :
(نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ) .

لقد كان صحابته ـ رضي الله عنهم ـ يحبونه محبة صادقة مخلصة ، ولما سئل الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ كيف كان حبكم لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا وأحب إلينا من الماء البارد على الظمأ ) .

وقال فيه الشعراء مدائح تسطرها دواوينهم تنبض بالحب لشخصه صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك قول أحدهم :

والله مــــا طلعت شمس ولا غربت.... إلا وحبك مقرون بأنفاســــــــــي
ولا جلست إلى قوم أحـــــــــــدهم .... إلا وأنت حديثي بين جُلاّســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطش ... إلا رأيت خيـــالاً منك في الكاس
وكل امرئ يهفــــــــو إلى من يحبه .... وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه

وقد نطق غير المسلمين من الكُتاّب الغربيين مقولات رائعه في حقه صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك :

قال مايكل هارت :

( إن اختياري محمداً ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء ، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي ) .

وقال تولستوي :

( يكفي محمداً فخراً أنه خلًص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة ، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم ، وأن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة ) .

وقال لامرتين :

( إن كل ما في حياة محمد يدل على أنه لم يكن يضمر خداعاً ، أو يعيش على باطل ، إنه هادي الإنسان إلى العقل ، ومؤسس دين لا فرية فيه ) .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إذن هذه هي القدوة الحقّة ، هذه هي الشخصية المثالية التي تستحق أن نقتدي بها ونتقرب إلى الله بحبنا لها حباً فعلياً لا قولياً ...

حباً يجعلنا نتأسى بشمائله الحسان ...

حباً يقربتا إلى الله ، ويقودنا إلى الجنان .

إذن مــــــــــــن قدوتك ؟!!

قدوتي وقدوتكم ، نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ رقم واحد ، والثاني اختر ما شئت من قدوات على أن يكون مستحقاً لمعنى كلمة قدوة .

بكل معاني المحبة في الله لكم جميعا